عودة الجيشين “الرايخ” و”الإمبراطوري”.. هل يقترب العالم من حرب عالمية ثالثة؟!

. . ليست هناك تعليقات:


 

هل يقترب العالم من حرب عالمية ثالثة حقا سواء بسبب حرب أوكرانيا أو ما زرعته من معادلات إستراتيجية جديدة، بسبب تصرف الامبراطور بوتين الذي يتقمص دور أمير حرب مسيحي من العصور الوسطي يسمى فلاديمير الأول؟
أخطر أدلة ذلك خروج ألمانيا من مبدأ حيادها عسكريا وعدم بناء جيش قوي بعد جيش هتلر ، ولأول مرة تقرر ألمانيا بناء جيش قوي وتخصص مبلغا رهيبا 113 مليار دولار لذلك.
والأعجب أن من اتخذ القرار هي الحكومة الجديدة بقيادة حزب الخضر وأنصار البيئة والمناخ الفائزين في الانتخابات أي أنها ليست أحزاب نازية.
الضلع الثاني الخطير في الحرب العالمية الثانية اليابان ، فقد قررت أيضا التحرك خطوة جبارة لاستعادة جيشها الامبراطوري السابق وزادت الانفاق العسكري بصورة غير عادية. 
بحسب الترتيب العالمي لبعض الجيوش في 2021، وقبل أن تتخذ اليابان المزيد من الخطوات للتسلح ومنها قبول نشر قوات نووية أمريكية على أراضيها لأول مرة، تقدم ترتيب جيش اليابان، ليأتي جيشها بين أقوى 5 جيوش في العالم لـ 2021، بينما ظل ترتيب أقوى 4 جيوش في العالم دون تغيير، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست"

وبحسب موقع "جلوبال فاير بور" الأمريكي، فإن أقوى 5 جيوش في العالم لهذا العام هي الجيش الأمريكي، والجيش الروسي، والجيش الصيني، إضافة إلى الجيشين الهندي والياباني. 
يخلط الاجتياح الروسي لأوكرانيا الأوراق السياسية والعسكرية والاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما لدى جيران موسكو في القارة الأوروبية، الذين يجدون أنفسهم أمام ضرورة إعادة صياغة السياسة الأمنية لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
أبرز مثال على هذا التحول يظهر في ألمانيا، التي أعلن مستشارها أولاف شولتز، عن تحول كبير في سياستها الخارجية والدفاعية، ورصد استثمارات بمائة مليار يورو (نحو 113 مليار دولار) في الجيش الألماني للعام 2022، رافعا استثمار بلاده في القطاع الدفاعي إلى أكثر من اثنين في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، في سابقة من نوعها، ليتخطى هذا التعهد نسبة الاثنين في المائة التي يحددها حلف شمال الأطلسي هدفا لدوله الأعضاء للاستثمار في القطاع الدفاعي.
ويشكل ذلك قطيعة مع نهج اتبعته برلين منذ سنوات باستثمار نسبة أدنى بكثير من اثنين في المائة في قطاعها الدفاعي، بسبب ما أدت اليه مغامرات هتلر في الحرب العالمية الثانية.
أخطر ما فعله بوتين هو أنه قام من حيث لا يدري بتخليص اليابان وألمانيا من قيود التسلح المفروضة عليهما بعد الحرب الثانية والقيود المفروضة على حجم جيشهما، وأطلق خطر ألمانيا واليابان إذا تسلحا؟

كان خطاب شولتز في مبنى البرلمان الألماني، الذي لم يُسمع مثله في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفق متابعين، أظهر بشكل واضح أن برلين تخلت عن محاباة روسيا فلاديمير بوتين، الذي أعاد عقارب الساعة إلى الوراء، بإقدامه على اجتياح أوكرانيا، وسعيه لتنظيم أوروبا وفقا لأفكاره.
واعتبر شولتز في خطابه أنه مع الهجوم الروسي بات من الواضح أنه يتعين على ألمانيا أن تستثمر أكثر في أمن بلادنا، وأن الهدف هو التوصل إلى جيش قوي وحديث ومتطور قادر على حمايتنا بشكل يعتمد عليه"
ومنذ انتهاء الحرب البادرة، قلصت ألمانيا عديد قواتها من 500 ألف عسكري إلى نحو مائتي ألف حاليا ، كما خفضت عدد دبابات القتال الرئيسية من 5 آلاف في عام 1989 إلى 300 في الوقت الحالي وسبق أن حذر مسؤولون في القطاع الدفاعي الألماني مرارا في السنوات الماضية من متاعب الجيش على صعيد التجهيز.
وفي اليوم نفسه الذي أمر فيه بوتين قواته ببدء الهجوم على أوكرانيا، كتب قائد القوات البرية الألمانية ألفونس مايس في رسالة عبر شبكة "لينكد إن" ، الخيارات التي يمكننا أن نعرضها على السياسيين في إطار دعم حلف شمال الأطلسي محدودة للغاية.

وجاء إعلان شولتز بعد ساعات من إعلان برلين تصدير شحنات عسكرية كبيرة إلى أوكرانيا، شملت ألف صاروخ مضاد للدبابات، و500 صاروخ أرض-جو من نوع "ستينغر" من مخزون الجيش الألماني، في توجه يشكل قطيعة مع الحظر الذي تفرضه البلاد على تصدير الأسلحة الفتاكة إلى مناطق النزاع.
وفي الأسابيع التي سبقت بدء الغزو الروسي، تجاهلت برلين مرارا مطالب أوكرانيا والحلفاء بإرسال أسلحة إلى كييف، واقتصرت المساعدة العسكرية الألمانية لأوكرانيا على 5000 خوذة، في واقعة استدعت كثيرا من السخرية. 
ولم تقتصر التبدلات الألمانية على النواحي العسكرية والأمنية، فشولتز تعهد أيضا بتغيير واقع اعتماد بلاده على دول أخرى لتأمين احتياجاتها على صعيد الطاقة، وقال إن "التأزم الحالي السائد في أسواق الطاقة يشكل مؤشرا يدل على ضرورة المضي قدما في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة".

وكانت ألمانيا قد واجهت اتهامات بأنها تعطي الأولوية لاقتصادها ومصالحها على صعيد الطاقة، بتمسكها بمشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، إلى أن قررت الأسبوع الماضي تعليق العمل به.
وحاول حزب الخضر تبرير التحول في مسألة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا وميزانيات الدفاع بعد أن كان رافضا في برنامجه الانتخابي نسبة 2 في المائة لميزانية حلف الأطلسي، فقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، المنتمية إلى هذا الحزب "إذا كان عالمنا مختلفا، فيجب أن تكون سياستنا مختلفة أيضا". 
أما وزير المالية، زعيم الحزب الليبرالي الحر كريستيان ليندنر، فأشار إلى أن ألمانيا أخطأت في تقدير نوايا الحكومة الروسية.

هذا النهج المغاير بالكامل للسياسة الألمانية، يلغي أسسا تاريخية تمسكت بها الجمهورية لعقود، بل حتى في جميع أنحاء أوروبا الغربية، من ألمانيا إلى فرنسا وإيطاليا وغيرها.
حيث انتهج الكثير من النخبة السياسية والتجارية منذ تسعينيات القرن الماضي سياسة التعاون مع روسيا والسعي لتعميق العلاقات في الأعمال والدبلوماسية والثقافة والمجتمع المدني والطاقة.

وكان أبرز مثال على ذلك المذهب الألماني المعروف بـ"التغيير من خلال التجارة"، كرهان على أن تعزيز العلاقات التجارية من شأنه أن يؤدي إلى علاقات ودية وكبت طموحات الكرملين بمراجعة النظام الجيوسياسي في أوروبا. 
لكن هجوم بوتين على أوكرانيا جاء ليطيح هذه السياسة، ويفتح حقبة جديدة من العلاقات داخل القارة العجوز وفي العالم.
موقف اليابان لم يقتصر أيضا على رصد مزيد من الأموال لبناء وتطوير جيشها ، ولكنها تدرس نشر أسلحة نووية أمريكية علي أرضها موجهة ضد روسيا والصين بسبب مخاوف أن تقع بين فكي الأسد النوويين بعدما ظهرت نوايا روسيا في أوكرانيا.
سيدفع هذا التطور العالم بلا شك نحو حرب عالمية ثالثة ، وستكون نووية كما قال وزير خارجية روسيا.

المصدر: بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم