الطن ارتفع إلى 8 آلاف جنيه.. الحرب الروسية الأوكرانية تشعل أسعار العلف

. . ليست هناك تعليقات:


 

سادت حالة من الارتباك بين صغار مربي المواشي والعاملين بمجال الإنتاج الحيواني عقب ارتفاع أسعار العلف بشكل لم تشهده الأسواق من قبل ، فبمجرد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا رفعت حكومة الانقلاب سعر طن العلف من 6000 جنيه إلى 8000 جنيه، وهو ما يهدد سوق الماشية في مصر، لأن صغار المربين هم عصب الثروة الحيوانية ، وإذا اهتزت هذه الفئة ستتأثر حلقات كثيرة في المجال إلى أن تصل الأزمة إلى المستهلك الذي غالبا ما سيجد اللحوم بأسعار مبالغ فيها تفوق قدرته الشرائية ، ما يدفعه إلى الإحجام عن الشراء ، وبالتالي تعاني السوق من الركود والكساد.

 

تعطيش السوق

حول هذه الأزمة قال فتحي العدوي أحد المربين بمحافظة المنوفية، إن "ما حدث في الأسعار أمر مثير للدهشة فبمجرد بداية الحرب في أوكرانيا وجدنا الأسعار في ارتفاع مستمر بدون مبرر ، معربا عن دهشته من ارتفاع الأسعار بمجرد اندلاع الحرب ، وهو ما يؤكد أنها عملية جشع من التجار الذين يقومون بتعطيش السوق وتخزين كميات كبيرة من الأعلاف والخامات المستخدمة في تصنيع العلف واستغلال الموقف ، وفي المقابل يقوم المربي بشراء كميات كبيرة تفوق احتياجاته بأي سعر خوفا من وصول الأزمة إلى ذروتها وعدم قدرته على الحصول على علف لمواشيه في الأيام القادمة".

وانتقد العدوي في تصريحات صحفية تكالب المربين على سحب كميات كبيرة من العلف تفوق احتياجاتهم ، متسائلا لماذا يقدم المربي على شراء كميات كبيرة بدون داع؟

وطالب المربين بأن يسيروا على نفس النظام المعتاد لديهم ، لأن الأزمة تنشأ من هنا والتاجر يعمل على تعطيش السوق من أجل رفع الأسعار طالما هناك سحب بكميات كبيرة، لكن إذا وجد الأمور طبيعية سيضطر إلى النزول بالأسعار مرة أخرى.

وأوضح أن صناعة العلف تعتمد بشكل كبير على الدشيشة وفول الصويا والفول البلدي وقشر الفول والكسب وكسب بذرة الكتان وكلها منتجات نباتية ، ولا ننصح بموضوع الاعتماد على الأعلاف البديلة غير المضمونة التي تؤثر على لون وطعم اللحمة وبالتالي تؤثر على الصحة العامة للمواطنين في ظل انتشار الأمراض والفيروسات .

 

المربي الصغير

وأكد مصطفى الريس من صغار المربين بشبين القناطر أن هناك حالة من عدم الاستقرار في الأسواق ، بسبب كثرة المعروض وعزوف المربين عن الشراء بعد ارتفاع أسعار العلف بشكل جنوني وغير متوقع ، وهو الأمر الذي أثر على أسعار العجول بشكل سلبي.

وأشار الريس في تصريحات صحفية إلى وقوع المربي في حيرة من أمره سواء بالاستمرار في هذا المجال أم لا ، خصوصا أن هناك نسبة كبيرة من المربين تعتمد على قروض المواشي من البنك الزراعي وهم لا يتحملون الخسارة وباتوا مطالبين بفوائد القرض.

وطالب مسئولي البنك الزراعي بمراعاة المربي الصغير الذي يمثل نسبة كبيرة في قطاع الإنتاج الحيواني وعامل أساسي في سد الفجوة الغذائية بالأسواق، مؤكدا أن هذا المربي عانى في السنوات الأخيرة جراء أزمة وتداعيات فيروس كورونا ولم يجد من يحنو عليه.

 

الإنتاج الحيواني

وأكد الدكتور علاء الطحان مدير معهد الإنتاج الحيواني، أن ارتفاع أسعار الأعلاف من أبرز التحديات التي تواجه العاملين بقطاع الإنتاج الحيواني بشكل عام ، موضحا أن الحلول لم تعد كثيرة أمام المربي.

وتوقع الطحان في تصريحات صحفية أن تعود الأمور سريعا لسابق ما كانت عليه ، لأن أسعار الخامات متعاقد عليها من عام مضى وسعر الاستيراد على تعاقدات قديمة ، لكن زادت تكلفة الشحن فقط ، مؤكدا أن ما يحدث الآن مبالغ فيه من كبار التجار ، وهنا يأتى دور الرقابة لمحاولة السيطرة على الأسعار بشكل عام.

وقال إن "مجال الثروة الحيوانية في السنوات الأخيرة عانى كثيرا من بعض التحديات منها أزمة وتداعيات فيروس كورونا ، والتي تسببت في خروج عدد كبير من العمل في هذا القطاع ، خوفا من تقلبات السوق والخسائر التي تعرضوا لها بدون ترتيب أو سابق انذار".

وأضاف الطحان أن ارتفاع أسعار العلف وخاماته سيؤدي إلى ارتباك الأسواق وأسعار العجول ، حيث سيزيد المعروض ويقل الثمن لأن عملية التربية بهذا الوضع لن تجازي ولن تحقق الربح المستهدف لصاحب المزرعة.

 

ورطة حقيقية

وقال الدكتور فهيم شلتوت أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم بكلية الطب البيطري جامعة بنها إنه "منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا ارتفعت أأسعار الأعلاف بشكل كبير ، وبالتالي أصبح صغار المربين في ورطة حقيقية ، وهم يمثلون 85 % من قطاع الثروة الحيوانية في مصر".

وشدد شلتوت في تصريحات صحفية على أنه في ظل هذه الأزمة يتوجب على المربين التنويع في أسلوب تغذية المواشي وعدم الاعتماد على نوع عليقة واحد فقط ، فمن الممكن استخدام السيلاج مع التغيير ببعض المكونات المحلية والاعتماد أيضا على الزراعات الموجودة بالفعل في أرضهم كالبرسيم والذرة السكرية وخلافه ، أما عملية التركيز على عليقة واحدة فهي فكرة مرفوضة حتى يتمكن الحيوان من الاستفادة بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو والوصول إلى معدلات التحويل السليمة.

وأكد أن دولة العسكر مسئولة عن المواطن المصري وليست مسئولة عن المواطن الأجنبي في الدول الأخرى وبالتالي فمطلوب التركيز على عملية الاكتفاء الذاتي، والحد من الاهتمام بصادرات الفاكهة والخضروات والعمل على إشباع الأسواق المحلية أولا في ظل هذه الأزمة ، بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة بالأصناف التي تدخل في صناعة العلف ، ومن هنا ستتوافر اللحوم بسعر رخيص وتوصل للمستهلك بسعر رخيص.

وأوضح شلتوت أنه لو كان هناك اكتفاء ذاتي بصورة كاملة لما وصل التأثر بالحرب الروسية لهذه الدرجة ، فمثلا التركيز على زراعات القمح سيعود على الإنسان والحيوان من خلال توفير الخبز اللازم بأسعار مناسبة واستخدام أعواده لعمل التبن للمواشي.

المصدر : بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم