صمود الشعب الأوكراني لأسابيع أبهر العالم.. ماذا عن بطولات فلسطين التي خذلها الجميع؟

. . ليست هناك تعليقات:


 لعقود طويلة تقف المقاومة الفلسطينة مدعومة بنخوة من هنا أو هناك أحيانا أو وحدها معظم الأحيان أمام عدو صهيوني مدعوم غربيا وأمريكيا وأخيرا عربيا، إن ذلك برأي مراقبين هو الأعظم والأحق بالافتخار، وفي عام 2014 احتلت روسيا شبه جزيرة القرم بدون طلقة نار واحدة خلال عملية أصبحت حالة نموذجية تدرس في المدارس العسكرية نفذتها القوات الخاصة الروسية “جي آر يو" أما اليوم في عام 2022 فهي لا تستطيع أن تستقر في حي سكني واحد من كييف أو في مدينة أوكرانية.

 

صمود مدعوم

تقول صحيفة لوبوان الفرنسية إن "أوكرانيا اجتهدت منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بتحديث جيشها، إلا أن الصحيفة الفرنسية رأت رغم ذلك أن الجيش الروسي ما يزال متفوقا بشكل كبير أفرادا وعتادا.

وتوضح الصحيفة أن الجيش الأوكراني عزز صفوفه وتسليحه، بحيث أصبح عدد جنوده الآن 210 ألف رجل يتوزعون على النحو التالي، القوات البرية 145 ألفا والقوات البحرية 12 ألفا والقوات الجوية 45 ألفا والقوات المحمولة جوا 8 آلاف.

أما عتاد القوات الأوكرانية فهو المشكلة الأهم، وبعضه قديم من الحقبة السوفياتية، فهناك 125 طائرة مقاتلة من أنواع مختلفة، وكلها روسية كما هو حال الطائرات المروحية.

وقد وعت أوكرانيا خطورة هذا الاعتماد، وأقرت في عام 2016 خطة تبديل كل هذه الطائرات الروسية بحلول عام 2035 بطائرات من مصادر أخرى.

وعلى الرغم من الفارق الكبير في الأفراد والعتاد بين الجيشين الروسي والأوكراني ، إلا أن جيش أوكرانيا 2022 ليس هو جيشها 2014 .

ترى صحيفة "لوبوان" الفرنسية أنه لا ينبغي أن يغيب عن ذهن بوتين أن الغزو الشامل لأوكرانيا يعني الهجوم على بلد شاسع عدد سكانه يبلغ 45 مليون نسمة، ولا ينبغي له أن ينسى الهزيمة التي ألحقها الأفغان بالجيش الأحمر، والتي أجبرت السوفيت على الخروج المذل من أفغانستان في عام 1989، بل عليه أن يستخلص الدرس من عجز قواته عن إخماد التمرد ضد بشار الأسد في سورية، وأن يعتبر مما ألحقته المقاومة العراقية والأفغانية بالأمريكيين.

أمدت الدول الغربية أوكرانيا بأسلحة متطورة، وها هو رئيس أركان الجيوش الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني يقول إن "جيوشنا لن ترحب بالأعداء بالورود، بل بصواريخ ستينغر وجافلين.. إلخ".

تقول وكالة بلومبيرج الأمريكية إن "حملات الحرب الخاطفة تكون دائما جذابة في أعين المخططين لها، لكن نادرا ما تكون بغير ألم أو قصيرة الأمد؛ حتى بالنسبة للدول القوية التي تتمتع بتفوق عسكري واضح، فالقوات الروسية قد تجتاح العاصمة الأوكرانية تماما، لكن الحفاظ على تلك السيطرة في وجه قوة دفاعية متحمسة وشعب يكن لها العداء، ناهيك عن تحقيق هدف بوتين الأطول مدى المتمثل في تغيير النظام والأمن، يعد أمرا مختلفا تماما.

ويضيف تقرير بلومبيرج – بحسب وكالة الأنباء الألمانية – أن هناك صمودا أوكرانيا في مواجهة روسيا، وأنباء عن استعادة السيطرة على أحد المطارات بعد مهاجمته من طرف قوات روسية محمولة جوا.

وتوضح الوكالة أن القوات الروسية التي يبلغ قوامها نحو 190 ألفا، في منطقة الحدود وحولها، تواجه 205 ألف جندي أوكراني، وأن القتال على الأرض غير مضمون ولا يمكن التكهن بنتائجه دائما، وربما لم تحسن موسكو تقدير الصعوبات التي تنتظرها.

ويمكن تصفح مواقع التواصل الاجتماع للاطلاع على مشاهد ضرب الآليات الروسية بقنابل المولوتوف المصنوعة يدويا للتأكد أن دخول الروس للأحياء السكنية لن يكون نزهة.

 

كيف انتصرت حماس؟

وبمقارنة المقاومة الأوكرانية المدعومة غربيا، فإن أكبر إنجاز حققته المقاومة الفلسطينية أنها حولت أطفال الحجارة إلى جنود مقاتلين، وحولت الحجارة إلى صواريخ وطائرات مسيرة، فخلال الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط فلسطين المحتلة، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة نحو 330 آخرين، حسب قناة «كان» الرسمية.

وتسببت هذه الصواريخ في إدخال ملايين الإسرائيليين الملاجئ، وتعطيل حركة القطارات، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن جوريون الدولي بتل أبيب، فظهرت واضحة قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية المذهلة على تطوير سلاحها، وأصبحت المقاومة تهدد الكيان الصهيوني بالانتقام بقصف تل أبيب ردا على أي عملية اغتيال إسرائيلية تستهدف المقاومة الفلسطينية في أي مكان وزمان، وصارت تراقب عن كثب مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة وسلوكها بالقدس وحي الشيخ جراح؛ وهو تهديد واضح يعبر عن مدى الثقة التي وصلت إليها المقاومة.

وإذا كان تحويل الحجارة إلى صواريخ، رغم الحصار الشديد على قطاع غزة، وإذا كانت موازين المعارك قد اختلفت الآن عن السابق، فإن هناك من يتساءل، كيف انتصرت حماس؟ وهو سؤال يتكرر مع كل معركة بين الجانبين.

والواقع يؤكد أن الطرف الإسرائيلي هو أكثر الأطراف التي أكدت الهزيمة الإسرائيلية، وظهر ذلك من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وكذلك افتتاحيات الصحافة الإسرائيلية التي شنت هجوما شديدا على أداء الجيش الإسرائيلي، رافضين وقف إطلاق النار، وبأن القرار كان اعترافا إسرائيليا بالهزيمة أمام حماس، التي سجلت في هذه الحرب أداء سياسيا وعسكريا مميزا.

وهو ما أشار إليه رون بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي بأن «الأهداف الإستراتيجية للحرب على غزة لم تتحقق، ورغم ضراوتها لكنها لم تنجح بإقامة ردع ثابت وطويل الأمد للمنظمات المسلحة، التي باتت قيادتها قريبة من تزعم المنظومات السياسية والوطنية والدينية للفلسطينيين أينما كانوا، بما في ذلك 48».

فيما شن جدعون ساعر الوزير السابق في حكومة نتانياهو هجوما عليه، بسبب وقف إطلاق النار، قائلا في تغريدة إن "وقف إطلاق النار دون فرض قيود على حماس وإعادة الجنود والمدنيين فشل سياسي يدفع ثمنه بالفائدة في المستقبل» ورأى أن وقف القتال من جانب واحد سيكون ضربة خطيرة للردع الإسرائيلي.

وحتى تتضح صورة نتائج هذا الانتصار الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حماس، يجب مقارنة المشهد الفلسطيني الداخلي والخارجي اليوم بما كان عليه قبل 11 يوما فقط من بداية المعارك؛ فقد عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن على مستوى العالم؛ فالآن بات واضحا أن صفقة القرن، التي تصدرت المشهد طوال السنوات الأربع الماضية، وما نتج عنها من تطبيع، قد دُفنت إلى غير رجعة.

فقد توحد الفلسطينيون جميعا في الأراضي المحتلة وقطاع غزة وفي الشتات مرة أخرى خلف القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس.

المصدر:بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم