كشف موقع "ميدل إيست آي" عن تعرض طلاب ومواطنين مصريين على الحدود الأوكرانية للضرب والإهانة وسط تجاهل تام من حكومة الانقلاب التي رفضت مساعدتهم أو تزويدهم بالطعام والمياه.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "بوابة الحرية والعدالة"، إنه أجرى اتصالات بمواطنين مصريين كانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي في أوكرانيا عن طريق عبور حدود البلاد إلى بولندا ورومانيا.
ونقلت عن المصريين العالقين أن سلطان بلادهم تخلت عنهم أو أعطتهم معلومات مضللة، وبأنهم يعاملونهم على نحو مروع من قبل حرس الحدود الذين "أعطوا الأولوية للبيض"، وبأنهم تركوا للتجمد بلا مأوى، وفي بعض الحالات يتعرضون للضرب.
وقال أدهم علاء الدين، 20 عاما، طالب هندسة مصري يدرس في "خاركيف" ثاني أكبر مدينة أوكرانية، أنهم سمعوا صوت القصف الروسي في الرابعة صباحا وقرروا المغادرة. وحزم هو وأصدقاؤه أمتعتهم وقادوا 1،060 كيلومترا إلى لفيف في غرب أوكرانيا.
وأضاف: "قالت لنا السفارة المصرية في أوكرانيا ألا نقلق، وأن نبقى في المنزل. لا أعلم ما كان مصيري لو أخذت نصيحتهم".
وتحملت مدينة خاركيف التى يقطنها 1.5 مليون شخص بالقرب من الحدود الروسية العبء الأكبر للهجمات منذ يوم الاثنين.
وبمجرد وصولهم إلى لفيف، قال علاء الدين إنهم ساروا مسافة 50 كيلومترا تقريبا، حيث تم إغلاق الطريق إلى الحدود البولندية بسبب طوابير طويلة من السيارات التي تنتظر العبور.
وقال "الخيار الوحيد هو السير نحو الحدود، وقد استغرقنا في الوصول إليها 11 ساعة".
ومع ذلك، كان الوقت الذي يقضونه على الحدود هو الجزء الأكثر تحديا في رحلتهم. وفيما كانوا ينتظرون ثلاثة أيام، علق علاء الدين وأصدقاؤه في مكان ضيق دون مساحة كبيرة للتحرك.
وقال "عندما نقوم بإشعال نار للتدفئة، كانت الشرطة الأوكرانية تجبرنا على إخمادها"، مضيفا "كنا ننام في جو بارد دون غطاء، وحتى بعد عبور الحدود، لم نعرف ماذا نفعل وأين نذهب".
وناشدت السفارة المصرية في بولندا على فيسبوك مواطنيها الذين عبروا إلى بولندا التواصل معها للتأكد من أوضاعهم والحصول على المعلومات، مضيفة أنها كانت تتصل بالسلطات البولندية لتسهيل مرورهم.
الأولوية للبيض
ودفع محمود أبو السعود، وهو طالب طب من صعيد مصر، وأصدقاؤه من الجامعة 250 دولارا لسيارة خاصة لنقلهم إلى لفيف، حيث ساروا 40 كيلومترا إلى معبر كورتشوا – كراكوفيتس الحدودي.
ووقفوا هناك في الصف أربعة أيام، منتظرين على نحو يائس المرور إلى بولندا.
وقال في تصريح لـ "ميدل إيست آي": "لم يكن بائعو الأطعمة يريدون بيعنا أي طعام، وكانوا يعطون الأولوية للبيض".
وأضاف أن هناك عنصرية واضحة من الشرطة الأوكرانية في الطريقة التى تعاملوا بها معهم وأضاف أن ضابطة شرطة ضربت أحد رفاقه وأصابته.
وأوضح أبو السعود:"كما أنهم لم يسمحوا لنا أو لزميلاتنا الإناث بأن نحتفظ بمكاننا في الطابور"، "كانوا يعيدوننا كلما اقتربنا أكثر من نقطة تفتيش الجوازات على الجانب البولندي"، مضيفا أنهم قرروا العودة إلى لفيف بعد المعاملة التي تلقوها من الشرطة الأوكرانية وأفراد آخرين.
وتابع: "استغرق الأمر من تسع إلى 10 ساعات أخرى للمشي على نفس المسافة مرة أخرى، وكنا نكافح حيث ساعدنا صديقاتنا على سحب أمتعتهن".
بعد وصولهم إلى لفيف، استأجروا سيارة خاصة أخرى لقيادتهم إلى الحدود الرومانية، والتي لم تكن مشغولة مثل السيارة البولندية.
«تلقينا معاملة أفضل هناك، حتى من الشرطة الأوكرانية، والآن نشعر بالأمان».
وأضاف أبو السعود أن بعض المنظمات غير الحكومية الرومانية على الحدود زودتهم بالطعام وخطوط تليفونات لتمكينهم من الاتصال بأسرهم.
وأضاف "لم نتلق أي مساعدة من السفارة المصرية سواء في بولندا أو رومانيا. حتى الحافلة التي ستأخذنا إلى بوخارست، حيث سنسافر إلى مصر، يوفرها الرومانيون ".
ليس لديهم طعام
وقالت أم خالد "ابني متزوج من أوكرانية، لكنهم سمحوا لها فقط بالمرور إلى الجانب البولندي"، مضيفة "ابني المصري في سنته السادسة في كلية الطب في أوكرانيا، «لم يُسمح لابني بالعبور بعد».
وتواصلت "ميدل إيست آي" مع أم خالد من خلال مجموعة WhatsApp للعائلات المصرية التي تحاول الاتصال بذويها العالقين على حدود أوكرانيا.
وقالت أم خالد إنها فقدت الاتصال بابنها بعد نفاد بطارية هاتفه، مضيفة أنه ظل عالقًا على الحدود لمدة أربعة أيام في البرد القارس.
وقالت: «ليس لديهم طعام، وحتى مياه الشرب تجمدت».
وأوضحت أم خالد أنها عندما اتصلت بالسفارة المصرية في وارسو لتطلب تزويد المصريين العالقين بالطعام، قيل لهم إنهم لا يستطيعون المساعدة لأنهم ما زالوا في أوكرانيا. كما اتصلت بمكتب رئيس الوزراء المصري (بحكومة الانقلاب) والسفارة المصرية في كييف لكنها لم تتلق ردودًا مفيدة.
وقالت في إشارة إلى إعلان وزارة السياحة المصرية (بحكومة الانقلاب) أنها ستسمح للسياح الأوكرانيين الموجودين بالفعل في البلاد بالبقاء في الفنادق المصرية مجانا إلى أن يصبح من الآمن العودة إلى ديارهم: "يتم استضافتهم هنا بشكل مثالي، في حين أنهم يعاملون مواطنينا كعبيد".
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، اعترف
يوم الثلاثاء في بيان بأن بعض اللاجئين غير الأوروبيين قد واجهوا العنصرية
على حدود أوكرانيا أثناء محاولتهم الفرار.
المصدر: بوابة الحرية والعدالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق