تشييع جنازة زوجة صفوان ثابت.. لماذا وافق أمن الانقلاب على حضور رجل الأعمال ونجله؟

. . ليست هناك تعليقات:


 

تم عصر السبت 19 مارس 2022، تشييع جنازة السيدة بهيرة الشاوي، زوجة رجل الأعمال المعتقل حاليا ومؤسس شركة جهينة صفوان ثابت، من المجمع الإسلامي بمدينة الشيخ زايد، وذلك بمشاركة زوجها المعتقل ونجلها "سيف" المعتقل أيضا، وذلك بعد موافقة وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب على حضورهما الجنازة. فلماذا وافقت الأجهزة الأمنية على حضور زوجها ونجله المعتقلين ظلما في السجون بتهمة بالغة التلفيق والظلم؟

موافقة الأمن جاءت استجابة لطب تقدم به المجلس القومي لحقوق الإنسان صباح السبت، وفقا لتصريحات صحفية لعضو المجلس جورج إسحاق، وحتى اليوم لا يزال ثابت ونجله محبوسين احتياطيا منذ أكثر من سنة على ذمة التحقيقات في القضية  رقم 865 لسنة 2020، والمتهمين فيها بـ«تمويل الإرهاب، ومشاركة جماعة أُسست على خلاف القانون». بينما يؤكد خبراء ومراقبون أن وفاة السيدة بهيرة الشاوي بحد ذاته هو أحد أدوات توثيق حجم الظلم والعدوان في عهد الدكتاتور عبدالفتاح السيسي.

وينقل موقع "مدى مصر" عن أحد المحامين الذين حضروا إجراءات تشييع الجنازة أن سلطات الأمن سمحت لصفوان ثابت ونجله بالبقاء مع الأسرة بعد الجنازة حتى مساء السبت لتلقي العزاء. وكانت مريم، نجلة ثابت، قد تقدمت في السادس من مارس 2022 ، بطلب إلى النائب العام، حمادة الصاوي، بعد فشلها في مقابلته، تشرح فيه حالة والدتها الصحية المتدهورة، وتلتمس فيه الإفراج عن والدها وأخيها، وهو ما لم تستجب له النيابة العامة، التي اكتفت بالموافقة على طلب قدمته المحامية هدى عبد الوهاب في 8 مارس الجاري لتمكين صفوان ونجله من زيارة الشاوي خلال وجودها في العناية المركزة في غيبوبة كاملة في إحدى المستشفيات الخاصة، وهو ما تم، حين أُحضر ثابت الأب والابن من محبسيهما إلى المستشفى في منتصف ليل اليوم التالي، في زيارة، قالت نجلة ثابت في تغريدة لها عبر حسابها في موقع تويتر إنها استغرقت خمس دقائق فقط.

وكانت الحالة الصحية لزوجة ثابت، المصابة بالسرطان، قد تدهورت خلال الشهرين الماضيين، ما استدعى نقلها إلى العناية المركزة، وخاطبت مريم المجلس القومي لحقوق الإنسان، عن طريق عضو المجلس ورئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، الذي وعدها بالتدخل للإفراج عن والدها وشقيقها، وهو ما لم يتحقق.

وسبق تدهور الحالة الصحية للشاوي خضوعها  للتحقيق بنيابة أمن الدولة العام الماضي، بعد أيام من نشرها مقطع مصور عبر حسابها على فيسبوك ناشدت فيه جنرال الانقلاب،  النظر في قضية زوجها ونجلها، الذي قالت عنه: «ابني موجود في غرفة في أشد سجن في مصر تحت الأرض ما بيطلعش منها وما بيشوفش الشمس ليه؟». تبعه تنديد منظمة العفو الدولية، باحتجاز ثابت ونجله بشكل تعسفي «انتقامًا منهما لرفضهما تسليم أصول شركتهما» لصالح كيان مملوك للدولة، بحسب بيان المنظمة.

وبحسب ما قاله المحامي ناصر أمين في أكتوبر 2021، استمرت تحقيقات نيابة أمن الدولة مع زوجة صفوان لمدة ثمانية ساعات قبل أن تقرر النيابة إخلاء سبيلها بكفالة خمسة آلاف جنيه. ومنذ إخلاء سبيل الشاوي توقفت عن بث مقاطع مصورة لمناشدة السيسي للنظر في قضية زوجها ونجلها. وبحسب مصدر مقرب تسبب الضغط الذي تعرضت له خلال التحقيق في انفجار بأحد شرايين العين أجرت على أثره عملية جراحية، قبل أن يعاود السرطان الانتشار في جسدها.

وبحسب تصريحات سابقة لأحد المصادر المقربة من أسرة ثابت، كانت الجهات الأمنية تضغط على سيف ثابت خلال الأشهر الماضية للتنازل عن حصته في الشركة، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل في ظل إصرار نجل ثابت على عدم التنازل عن حقه في الشركة التي بتنها العائلة بكدها وعرقها وهو ما يشهد به القاصي والداني؛ الأمر الذي أجبر أجهزة السيسي على  التوقف عن هذه الضغوط، فيما استمرت محاولات الضغط على والده، مستخدمين تهديدات بحالة نجله الصحية، ومساومات لتحسين ظروف احتجازهما.

ولا يزال ثابت ونجله يتلقيان معاملة سيئة في سجون السيسي؛ حيث يستمر حبسهما انفراديا، وتمنع عنهما الزيارات المنتظمة، ويمنعان من التريض وحق الحصول على أي كتب أو مأكولات؛ فضلا عن التشديد على الأسرة بعدم الحديث لوسائل الإعلام أو الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان قرار حجب الإدارة الأمريكية لنحو 130 مليون دولار من أموال المعونة قد استند في بعض أبعاده على الحبس الجائر الذي تتعرض له عائلة ثابت، في ظل إصرار النظام على عدم إطلاق سراحهما أو تحويلهما للمحاكمة في ظل تهافت الأدلة والاتهامات واستناد أحهزة السيسي الأمنية على التلفيق والابتزاز من أجل إجبار العائلة على التنازل عن شركتها العملاقة التي تعد أكبر شركة ألبان في مصر والشرق الأوسط.

في  السياق، سادت مواقف التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والتعاطف مع عائلة صفوان ثابت، في أعقاب انتشار خبر وفاة السيدة بهيرة إبراهيم الشاوي، بحسرتها ومرضها بسبب التنكيل الذي تتعرض له أسرتها ظلما وعدوانا.

ونعتها الفنانة حنان ترك: "‏لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، البقاء لله وخالص التعازي للمهندس صفوان ثابت، ولأخواتي سيف وهبة ومريم في وفاة والدتهم السيدة الفاضلة الصابرة بهيرة الشناوي. نحتسبها عند الله من الشهداء وجزاها الله خير الجزاء على صبرها. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون". وركز الصحفي عمرو خليفة على ظلم النظام لعائلات مثيلة، وقال: "‏خبر وفاة السيدة بهيرة زوجة ‎صفوان ثابت يضع ألف خط تحت الظلم البين الذي تتعرض له العشرات من الآلاف من الأسر المصرية في ظل صمت من قطاع عريض من المجتمع، وهذا بالتالي يعطي الظالم مناعة من العقاب. نحن نمر بكارثة أخلاقية إنسانية".

المصدر :بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم