عصابة السيسي تستقبل رمضان برفع الأسعار واختبار صبر المصريين

. . ليست هناك تعليقات:


 

إذن هي الحرب هناك بين روسيا وأوكرانيا ، وهنا بين جشع عصابة السفاح السيسي والمصريين، وتلك هي التكلفة الباهظة التي يدفعها المصريون جراء جشع وطمع ولصوصية العسكر، تركة ثقيلة عمرها عقود من النهب والسرقة في مصر لا تتحملها باقي الشعوب، والفاتورة الأكبر التي تدفعها الأجيال جراء ديون تنوء بحملها الجبال يضعها السفاح السيسي فوق أعناق المصريين.

ما من حرب نشبت ولا صراع مسلح تفجر بعد انقلاب 30 يونيو 2013، إلا وكان استثماره في رفع الأسعار واكتواء المصريين بالغلاء في مشهد ربما لم يره الشعب لعقود، وها هي حرب روسيا وأوكرانيا تدور رحاها بعد فشل المسار التفاوضي بين الغرب بقيادة أمريكا المنحازة لأوكرانيا ، وروسيا التي ترفض هذا الانحياز وتعتبره تهديدا لأمنها القومي، والسفاح السيسي الحائر في إرضاء الطرفين كالراقصة في الفرح.

 

الراقصة والصراع..!

ألقت الحرب الروسية على أوكرانيا بظلالها على الشعب المصري الذي يتعمد العسكر إجباره على عدم الاكتفاء الذاتي، واعتماده على البلدين في توفير أكثر من 80% من احتياجاتها من القمح المستخدم في إنتاج الخبز الذي يعتمد عليه المصريون كمكون رئيس للغذاء.

ومع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد استهلاكا كبيرا لمختلف السلع، تتعهد عصابة الانقلاب بأنها ستوفر السلع من خلال المنافذ الخاصة بالحكومة و21 سلسلة تجارية كبيرة تقدم تخفيضا في الأسعار يبلغ 25% إلى 30%، وتزعم حكومة الانقلاب أنها تمكنت من تقديم مثل هذه التخفيضات ، بسبب وجود احتياطي آمن من السلع، على حد قولها.

ويقول ديبلوماسي مصري سابق إنه "على المستوى السياسي، فإن لمصر مصالح كبرى مع طرفي الصراع، لكن المصلحة الكبرى تتركز مع الجانب الأميركي، الذي تعتبره القاهرة حليفا استراتيجيا لا يمكن الاستغناء عنه، لا سيما مع حصول مصر على معونة عسكرية أميركية سنوية تقدر بـ1.3 مليار دولار، كما أن تسليح الجيش المصري في معظمه أميركي الصنع، ولكن مع ذلك يخشى نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي تبني الموقف الأميركي، حتى لا يغضب حليفه الروسي".

ولفت المصدر إلى أن "نظام السيسي استفاد بشدة من حلفائه في موسكو، لا سيما في الفترة التي أعقبت الانقلاب الذي وقع في 30 يونيو 2013، وما تسبب فيه من عدم اعتراف الدول الغربية وعلى رأسها أميركا بالنظام السياسي الحاكم برئاسة السيسي، واعتباره انقلابا عسكريا على الحكم المدني".

ورأى أنه "عندها لجأ السيسي إلى بوتين الذي دعم انقلابه بشكل واضح، ثم استمرت المصالح بينهما في قضايا عدة على رأسها سورية وليبيا".

 

رغيف الخبز

وتعد مصر منذ انقلاب الطاغية جمال عبد الناصر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، وتستورد وحدها مانسبته 10.6% من مجموع صادرات القمح العالمية، ووصلت قيمة ما استوردته عام 2019، إلى 4.67 مليارات دولار.

وتصل نسبة واردات القمحين الروسي والأوكراني في مصر، إلى 70% من احتياجات البلاد، بما يصل إلى 13 مليون طن سنويا، كما أنها الأولى عالميا في استيراد الذرة من أوكرانيا خلال الموسم الزراعي 2020-2021، ووجهت حكومة الانقلاب باستيراد القمح، بكميات متساوية، من الولايات المتحدة وفرنسا، وكندا وأستراليا وكازاخستان والبرازيل ورومانيا.

ويمثل رغيف الخبز، ما يمكن تسميته بسلعة سياسية في مصر، إذ أنه ظل دوما خطا أحمر، في مايتعلق بزيادات الأسعار التي تقوم بها حكومات العسكر المتتالية ، وقد شهدت البلاد ما عرف بـ"انتفاضة الخبز" في الثامن عشر، والتاسع عشر من يناير عام 1977، ضد نظام الرئيس الراحل أنور السادات، وكانت انتفاضة شعبية، عمت جميع المدن المصرية، بعد أن أقدمت الحكومة في ذلك الوقت، على مضاعفة أسعار سلع غذائية أساسية بينها الخبز، وهو مادفع الحكومة إلى التراجع عن تلك الزيادات.

وكان السفاح السيسي، قد أثار جدلا واسعا في الشارع المصري، في أغسطس من العام 2021، عندما قال "حان الوقت لرفع سعر رغيف الخبز" وأضاف في تصريحاته حينئذ أنه "من غير المعقول أن يكون ثمن عشرين رغيف خبز مساويا لثمن سيجارة واحدة" وقد أثارت تلك التصريحات رفضا واسعا، من قبل العديد من المصريين، على وسائل التواصل الاجتماعي عبر هاشتاجات عدة، رفضت المساس بأسعار الخبز.

ولم ينطق السفاح السيسي ببنت شفة عن الاكتفاء الذاتي من القمح مطلقا، طوال فترة انقلابه منذ 2013، كما لم يستهجن تصريح وزير تموينه السابق، خالد حنفي حين اعتبر وصف مصر بأكبر مستورد قمح في العالم "نقطة قوة".

ولا حين قال "لا يجب أن يكون عندنا اكتفاء ذاتيا من القمح، وليس من مصلحة مصر أن تكتفي ذاتيا من القمح" وقفز بالاستيراد إلى 12 مليون طن بزيادة 70%.

وفي عهد الانقلاب الأخير الذي نفذه السفاح السيسي انتكست المساحات المزروعة بالقمح، وكشف تقرير رسمي صادر عن شؤون المديريات الزراعية على مستوى الجمهورية، التابع لوزارة الزراعة في 2016، عن تراجع بمقدار 500 ألف فدان بنسبة 16%، وجاء تقرير نفس الجهة، كاشفا عن تراجع آخر بلغ 269 ألف فدان بنسبة 11%.

في المقابل تعهد الرئيس الشهيد محمد مرسي بالاكتفاء الذاتي من القمح في غضون 4 سنوات، وزادت المساحة المزروعة بنسبة 10%، والإنتاجية بنسبة 30%، بحسب إحصاءات وزارة الزراعة الأميركية، وأوقف استيراد مليون طن في موسم الحصاد، ولم تزد فاتورة الاستيراد في عهده عن سبعة ملايين طن.

بالغ الرئيس الشهيد مرسي في تقدير مزارع القمح، وفي أحد حقول القمح بقرية بنجر السكر، التابعة لمحافظة الإسكندرية، افتتح مرسي موسم حصاد القمح ، وقال بين المزارعين من القمحاوية "الفلاح المصري في عين الشعب المصري، ننتج حتى لا يتحكم فينا أحد، من يريد أن يكون عنده إرادة لازم ينتج غذاءه" وهو ما لا يريده العسكر وأسيادهم الدوليين.

المصدر : بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم