بعد تعديل قوانينها.. مخابرات السيسي في طريقها للاستيلاء على ماسبيرو

. . ليست هناك تعليقات:


 

في ظل الحكم الاستبدادي وتحت سلطة الانقلاب التي تتسم بنهم وجشع غير مسبوقين، للسيطرة على كافة المباني والأراضي ذات القيمة الاستثمارية العالية، في ظل صمت مؤقت للمصريين، تتجه أجهزة المخابرات بسلطة الانقلاب العسكري لعرقلة أزمة عمال ماسبيرو المتواصلة منذ شهور، من أجل السيطرة على مبنى ماسبيرو المطل على كورنيش النيل بالقاهرة، في ظل اتجاه أمني ومخابراتي لتقليص عدد القنوات التلفزيونية والاكتفاء بالقنوات الخاصة والفضائيات، التي تمتلكها الأجهزة الأمنية ، والتي تتبع الشركة المتحدة ، والتي تديرها المخابرات المصرية، والتي تستهدف توحيد الخطاب الإعلامي من ناحية، ومن جهة ثانية السيطرة على الاسستثمارات المالية والدعاية والإعلانات في السوق المصري، من أجل سبوبة المخابرات، والتي زاد تغولها المالي، مؤخرا، بعد تعديل قانونها الأساسي ليسمح بامتلاك الشركات الاقتصادية والاستثمارات وإقامة الشركات والهيئات الاقتصادية بشكل علني، بعدما استمر بشكل سري لعقود طويلة.

 

مظاهرات الإعلاميين 

وقد كشفت التظاهرات الأخيرة في مبنى ماسبيرو من أجل نيل المستحقات المالية المتأخرة، للإعلاميين العاملين والمحالين للتقاعد، عن مفاجآت عديدة منها مخطط المخابرات للاستيلاء على مقر اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" واستثمار موقعه بشكل اقتصادي، سواء ببيع أرضه أو تحويل مبناه إلى فندق أو مقار لشركات ، بعد تنفيذ خطط نظام السيسي للانتقال بماسبيرو إلى العاصمة الإدارية ، لكن بشكل مصغر ومحدود للغاية.

 

هجوم سيدة على المنقلب 

وفي السياق تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسيدة تهاجم فيه المنقلب السفيه عبدالفتاح السيسي ، بسبب محاولته السيطرة على مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو.

وهاجمت السيدة التي قالت إنها "من موظفي المبنى  السيسي والمخابرات العامة، واتهمتهم بمحاولة دعم سيطرة جهاز المخابرات العامة على مبنى ماسبيرو، والعمل على فصل آلاف العمال والموظفين.

وقالت السيدة في الفيديو الذي لاقى رواجا كبيرا في منصات التواصل الاجتماعي: "يا سيادة "….." إحنا نور عنيك، إحنا نور عنيك ياريس، إحنا ستات ماسبيرو، إحنا ستات ماسبيرو المحترمات، عايزة أعرف إيه بيحصل في ماسبيرو ياريس، هو انتوا فتحتوا السجون؟ السجون اتفتحت تاني ولا إيه يا "…"؟ يعني إيه واحد بتاع أمن يجيب لنا بلطجية تضرب الستات في المبنى؟

وأضافت "يعني إيه اللي إحنا عايشين فيه دا يا "…"، هو أنتوا علشان ماتدوش للناس حقوقها، تجيبوا للناس بلطجية يضربوهم في مكان عملهم؟

وتابعت "أنا مش فاهمة فيه إيه يا "…"، هو أنت فين، أنت فين يا "…" فين الدولة، أنتوا ليه بتعملوا في الناس كدا؟ هنفضل نطلب حقوقنا، وماسبيرو مش هيتباع للمخابرات، ماسبيرو مش هتأخده المخابرات، ماسبيرو مش هيكون تحت قيادة المخابرات، المخابرات مش هتاخد البلد كلها من الآخر، ماحنا هنجيب لكم من الآخر بقى".

وأضافت "علشان سيادة "….." مبيسمعناش، ستات ماسبيرو انضربت جوا المبنى، واحد من الأمن جايب لهم ناس من قسم بولاق، أيام الإخوان ماكانش ممكن يحصل كدا، كان فيه رجالة".

وقالت "إحنا الناس اللي رقصت لك قدام اللجان، إحنا نور عنيك يا "…"، أنتوا شكلكم بتزقوا الناس على ثورة، إحنا جبناكم غلط، والله الناس بتضرب نفسها بالجزمة أنها جابتكم".

 

الإقدام على الانتحار 

والشهر الماضي، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر الإعلامي أسامة عبدالمقصود، يشكو فيه التعنت ضده ووقفه عن العمل، مهددا بالإقدام على الانتحار يوم الأحد المقبل أمام "ماسبيرو".

ولا تزال احتجاجات بعض العاملين بـ"ماسبيرو" مستمرة، للمطالبة بصرف متأخرات مالية لهم، وتحسين الأوضاع المهنية، من دون أن تكون هناك تدخلات حاسمة من جانب الحكومة لتلبية مطالبهم، وهو ما فسره مراقبون بأنه علامة على أن أجهزة الدولة تتجه نحو اتخاذ خطوات عملية لتصفية العديد من القنوات الرسمية، ولم تحرص الأجهزة الرسمية حتى الآن ، على تنفيذ خطط تطوير شاملة تنتشله من أزماته، واقتصرت تدخلات الهيئة الوطنية للإعلام المسؤولة عن إدارته على محاولات تهدئة، هدفت من ورائها إلى الإيحاء بأنها تمضي شكليا في طريق الحل والإصلاح.

 

غلق مبنى ماسبيرو 

وأرسلت الحكومة إشارات تعزز ما يتردد حول غلق المبنى العريق، مع قرار الحكومة الاستحواذ على المرآب الخاص بالعاملين، وإدخاله ضمن خطط التطوير العقاري الجارية في المنطقة، وبدء الانتقال التدريجي للعاصمة الإدارية الجديدة.

وبرهن غياب الاهتمام الإعلامي عن تغطية ما يجري داخل ماسبيرو من غضب ، أن هناك رغبة ليظل المحتجون بلا استجابة حقيقية لما ينادون به من مطالب، وفق المراقبين.

وتشير بعض التقديرات إلى أنه يجري الآن تجهيز مقر بديل لـماسبيرو في العاصمة الإدارية الجديدة، دون إفصاح عن نوعية وأعداد المنقولين للعمل هناك.

 

استيلاء  على المبنى المخابرات وبيع ماسبيرو

يشار إلى أنه منذ 2005، ظهر مخطط بيع المبنى العتيق، مع تولي أنس الفقي وزارة الإعلام في عهد مبارك، وجاء به جمال مبارك من دهاليز شركات التسويق الشخصي وبيع الموسوعات العلمية للأفراد والمؤسسات إلى رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة ليتم تعيينه بعدها مباشرة وزيرا للشباب ثم وزيرا للإعلام في نفس الوزارة بعدها بعام واحد.

لم تكن التصعيدات المتوالية لـ"الفقي" من رئاسة هيئة قصور الثقافة إلى وزارة الإعلام عشوائيا ، ولكن الفقي كانت له مهمة محددة في ذلك الوقت وهي بدء خطوات التخلص من ماسبيرو وتنفيذ مخطط جمال مبارك في الإجهاز على المبنى.

واستطاع "الفقي" خلال فترة توليه الوزارة أن يوجه ضربات متتالية لماسبيرو من خلال تجفيف منابع التمويل فأضعف قطاع الإنتاج بتحويل إستديوهاته إلى إستديوهات متخصصة في إنتاج الأخبار والبرامج التليفزيونية، ففتح المجال أمام الإنتاج الدرامي للقطاع الخاص وكان أول من باع ترددات إف إم لعدد من محطات الراديو المملوكة لرجال أعمال تابعين لـجمال مبارك وأضعف الإذاعة المصرية ليبدأ مبكرا سؤال ، لماذا نحتفظ بماسبيرو؟

بطء الخطة والاعتماد على سياسة النفس البطيء ميز خطة الفقي وجمال مبارك، لكن ثورة 25 يناير أعادت بعض الأمل لماسبيرو وللعاملين فيه إلا أنه مع انقلاب يوليو 2013 ومجيء نظام السيسي عادت الأمور لأسوأ مما كانت عليه،  إلا أنه ومع إعادة إحياء وزارة الإعلام بالوزير أسامة هيكل دخل ماسبيرو مرحلة جديدة أخطر مما سبق، خصوصا بعد سيطرة شركة إعلام المصريين التابعة للمخابرات على المبنى ، وذلك بعد أقل من شهرين من تولي هيكل للوزارة.

إعلام المصريين التابعة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تملك المخابرات المصرية الحصة الحاكمة بها والمالكة لأكبر عدد من الفضائيات والصحف والإذاعات المصرية مجتمعة قبل سنوات؛ تمكنت من الاستحواذ على برامج وإعلانات القناة الأولى، والثانية، والفضائية المصرية، وهي الثلاث الأهم بتليفزيون الدولة والأقدم مصريا وعربيا.

 

الفساد العسكري

وأثار الشكل الذي ظهر عليه التليفزيون تحت سلطة الانقلاب في خطة التطوير حفيظة عدد من الإعلاميين المصريين، معتبرين أن ما يحدث هو استكمال لحلقة الفساد التي نشأت في أواخر عهد مبارك وبسيطرة من جمال مبارك ، ولكن هذه المرة السيطرة على طريقة السيسي وبخلفية عسكرية.

وبحسب المخرج التلفزيوني "علي أبو هميلة" فقد تم وضع يد المخابرات على ماسبيرو عبر شركة إعلام المصريين،  وتم الاستيلاء على   الترددات الأرضية الخاصة بموجات الإف إم، والتي ينظمها القانون رقم 13 لسنة 1989.

على الرغم من أن هذه الترددات مملوكة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكانت هناك محاولات لتحويل ملكيتها للمخابرات بعد ثورة يناير ، إلا أنها باءت بالفشل، فيما نجحت السيطرة بعد الانقلاب العسكري،  في ظل قيادات ضعيفة جاءت من رحم المخابرات العسكرية ، ومنهم وزير الإعلام أسامة هيكل ، والذي طبق خطة الاستيلاء، وهي خطة قديمة من أيام أنس الفقي الذي باع لمحاسيب جمال عددا من هذه الترددات تمثلت في قنوات 100.6 ونجوم إف إم وغيرها ، إلا أن الأموال وقتها كانت تذهب للاتحاد ودور المخابرات هو الموافقة أو الرفض، أما الآن فالمخابرات تبتلع الأموال .

وبذلك تتعمق سيطرة  المنقلب السفيه السيسي ومخابراته على مقدرات الشعب المصري وعسكرة كل شيء وتعميق إعلام الصوت الواحد. 

المصدر : بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم