باعتراف خبراء الانقلاب.. وقف تدفق المياه أعلى الممر الأوسط تمهيدا للملء الثالث

. . ليست هناك تعليقات:


 

قال مراقبون إن "الصور الفضائية الملتقطة بالأقمار الصناعية، الثلاثاء 15 مارس 2022، تؤكد توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط كما كان متوقعا ، وذلك لأن تصريف هذه البوابات حوالي 30 مليون متر مكعب عند مستوى البحيرة الحالي ، أي576 مترا فوق سطح البحر، كما تظهر تدفقها من خلال بوابتي التصريف في الجانب الغربي، كما تظهر أيضا عمل التوربين رقم 10 وذلك من خلال دوامات المياه التي تخرج إلى حوض الاستقبال".

واعترف الخبير المنحاز للانقلاب د.عباس شراقي الخبير الدولي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة ، بما نفاه يوم 14 مارس عندما صرح للصحف المحلية.  

وأكد شراقي، لا توجد أية علامات لبدء الملء الثالث لسد النهضة والمياه تتدفق من الممر الأوسط ، ولكنه استدرك الثلاثاء حديثه، وتوقع أن يبدأ العمل فوق الممر الأوسط الأيام القادمة بعد أن توقفت المياه، ومن المتوقع أن تكون التعلية أقل من خمسة أمتار هذا العام بتخزين حوالي 2 مليار متر مكعب، وفي حالة التعلية أكثر من ذلك لابد من تعلية الجانبين أيضا بنفس القدر ، وهو ما يصعب تنفيذه خلال المدة المتبقية أقل من 4 أشهر، مع العلم أن تعلية المتر الواحد شاملة الجانبين والممر الأوسط تتطلب 60 ألف متر مكعب خرسانة.

وأشار إلى أن التعلية والملء الثالث سيكون عاكسا لاستمرار إثيوبيا التعامل مع السد بصورة أحادية في إجراءات الملء الثالث وبدء تعلية سد النهضة خلال أيام بعد توقف تدفق المياه من الممر الأوسط وتشغيل أول توربين.

وتوقع أن "التعلية لن تتجاوز 5 أمتار هذا العام بتخزين حوالي 2 مليار متر مكعب ، فالتوربين رقم 10 الذي أعلن عن تشغيله 20 فبراير الماضي فشل في إمرار المياه الزائدة التي تعبر الممر الأوسط والتي يبلغ مقدارها حوالي 30 مليون متر مكعب يوميا خلال هذه الفترة، وكذلك عدم تشغيل التوربين الثاني حتى الآن".

حجز مياه أكبر
الخبير في الشؤون الخارجية الصحفي محمد جمال عرفة قال على فيسبوك إن "إثيوبيا بدأت الاستعداد للملء الثالث بعد 3 شهور تقريبا وبتعلي السد عشان يحجز كميات أكبر ، نعم الملء الثالث للسد، وإحنا قاعدين ومنتظرين نتضرر ، وبنقول لهم هنتحرك لو تضررنا".
وأضاف أن السد من الأزمات المتلحقة والمكثفة التي تمر بها مصر بقوله "ناس كتير مش متصورة خطورة سد النهضة الأثيوبي ده علينا ، خصوصا مع أزمات زي القمح اللي بتعيد ضرورة التفكير في الاعتماد على الذات ، وبالتالي ضرورة ضمان المياه للزراعة".
واعتبر أن البعض يقلل من حجم الكارثة  ويقول "عادي ما إثيوبيا ممكن تحجز شوية ميه للسد لكن حصتنا هتوصلنا برضه كاملة".
وتساءل "توصل كاملة أزاي؟ نفرض بيمر لنا من مياه النيل 50 مليار متر مكعب سنويا في المتوسط وأثيوبيا تحجز مثلا 5 منهم أو 10 ، الكمية المحجوزة دي ممكن تعمل عجز لأننا نخزنها ولو قل الماء في العام القادم والمرة المقبلة إلى 40 مليار وظلت أثيوبيا  تحجز ما تريد ، فهذا معناه عجز شديد".
وأوضح "المليون فدان قمح تحتاج 1.5 مليار متر مكعب مياه، فلو إثيوبيا حجزت مثلا 7.5 مليار متر مكعب مياه لنفسها فهي تحرمنا من زراعة 5 مليون فدان قمح".
وأبان أنه لو أن "السد العالي به 100 مليار متر مكعب ، وكان يوصلك 55 مليار سنويا ثم تراجعوا إلى 50 وأنت استهلكت من المخزون 60 مليارا ، مش ده يعني نقص في مخزون الماء في السد العالي بمقدار 10 مليار متر مكعب ، ولو استمر كده لن يكفينا خصوصا لو حدث جفاف".

ماذا يحدث؟
ومن جهة غير انقلابية، أوضح خبير السدود الأكاديمي محمد حافظ بجامعات ماليزيا، أن إثيوبيا ستكون قادرة على بدء صب الخرسانة قبل يوم 25 مارس ، وهذا يعني أنهم سيبدأون مبكرا قرابة شهر عما تم العام الماضي ، حيث صبوا الخرسانة في الإسبوع الأخير من إبريل".
وأضاف أنه "بغض النظر عن هذا الأمر ، فلا أعتقد أنهم سيعلون أكثر من منسوب 595 ويكملون ما فشلوا في استكماله العام الماضي، وأن الملء القادم سيكون لاستكمال تلك الــ 13.5 مليار متر مكعب السابقة".
وتابع ، مع ملاحظة أنه يفرغون البحيرة باستخدام منفذ سفلي واحد فقط أي أقل من 25 مليون متر مكعب من المياه يوميا لمصر والسودان ، بالإضافة لكمية مياه قليلة يتم تصريفها من التروبين العاشر والذي يعمل أقل من 12 ساعة في اليوم.

أي إجمالي التصريف لكل من مصر والسودان يوميا أقل من 50 مليون متر مكعب أي أقل مما يعرف بالتصريف البيئي.
وفي منشور سابق على فيسبوك أوضح أنه منذ العام الماضي تم فتح المخارج السفلية لسد النهضة الموجودة عند منسوب 542.5 فوق سطح البحر، يوم 19 إبريل بهدف تجفيف الممر الأوسط  والذي كان حينذاك عند منسوب 565 فوق سطح البحر .
وأضاف "تم صب الخرسانة والوصول لمنسوب 574.5 فوق سطح البحر بوصول يوم 19 يوليو 2021، حيث تم حجز قرابة 3.2 مليار متر مكعب بدلا من حجز الــ 13.5 مليار متر مكعب التي وعدت بها إثيوبيا شعبها".

وأشار إلى أنه منذ 13 مارس 2022 -قبل نحو 40 يوم عن العام الماضي- وعلى مدار الفترة بين 21 إبريل حتى 19 يوليو 2021 تم رفع منسوب الممر من (565 إلى 574.5) أي قرابة 10 متر فقط.

بينما هذا العام مطلوب الرفع من منسوب (574.5 إلي 595) أي قرابة 20 متر ، فهل ستنجح إثيوبيا في صب 20 مترا خلال الفترة القادمة حتى منتصف يوليو 2022؟

وحذر من أنه "لو نجحت إثيوبيا في تحقيق ما فشلت فيه العام الماضي سيكون إنجازا حقيقيا، حيث سيتم حجز قرابة 10.5 مليار متر مكعب من الفيضان القادم ، ولكني أتوقع أن الخصم لن يكون فقط 10.5 مليار متر مكعب بل سيزيد بقرابة 5.0 مليار متر مكعب إضافية ستفقد في الفوالق الموجودة في بحيرة السد والتي سوف تتزايد مساحتها تقريبا 200% زيادة عما هي عليه اليوم لتصل لقرابة 1200 كم مسطح، وهذا يعني غمر فوالق جيولوجية  أكثر  وضياع مزيد من المياه ، وكل تلك الفواقد ستكون خصما من إجمالي فيضان هذا العام".
وأضاف "لو جاء فيضان أغسطس 2022 مثل فيضان عام 2021 فعندئذ لن تخسر مصر أو السودان شيئا  ، وذلك لأن مصر تحرص دائما على وجود منسوب بحيرة ناصر أعلى من منسوب 179 فوق سطح البحر قبل وصول الفيضان بمعنى وجود 3.0 متر فقط فراغ ببحيرة ناصر وهذا يمكن جدا أن تملأ بالتدفق المتبق من  فيضان أغسطس 2022 حتى ولو تم حجز تلك الــ 15.0 مليار متر مكعب ببحيرة سد النهضة".
واعتبر أن الملء الثالث هو الملء الثاني بشرطة مكملا الملء الثاني، وسيحجز  قرابة 11.0 مليار متر مكعب إضافية والوصول لمنسوب 608 فأعتقد صعوبة تحقيقه هذا العام".
وحذرمن أن "استكمال الملء الثاني ووصول المنسوب لـ (595) يعني ضمنيا وصول المخزون لقرابة (19) مليار متر مكعب منها قرابة 14 مليارا أمام السد الخرساني و 5 مليار متر مكعب أمام سد السرج، بمعنى انتهاء فاعلية الحل العسكري المصري لسد النهضة ، بمعنى استحالة المساس لا بالسد الخرساني ولا بسد السرج".

المصدر : بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم