دعا الرئيس الأوكراني ، فولوديمير زيلينسكي، الأجانب للتوجه إلى السفارات الأوكرانية في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى “لواء دولي” من المتطوعين للمساعدة في محاربة القوات الروسية الغازية ، وطرح مراقبون سؤالا ماذا لو فعلت فلسطين المحتلة منذ أكثر من 70 عاما الشيء نفسه؟ وماذا سيكون رد فعل الأنظمة العربية والدولية على هكذا طلب مشروع ضد المحتل الصهيوني؟
وقال زيلينسكي في بيان “كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس، وحماية الأمن العالمي، مرحب بكم من قبل القيادة الأوكرانية، للحضور إلى دولتنا والانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية”.
وأضاف “يجري تشكيل وحدة منفصلة من الأجانب ، يطلق عليها اللواء الدولي، للدفاع عن أراضي أوكرانيا، ستكون هذه شهادة رئيسية على دعمكم لبلدنا”.
وأكد زيلينسكي ، أن الأوكرانيين كانوا شجعانا بما يكفي لمواجهة روسيا بمفردهم ، لكن هذا ليس مجرد غزو روسي لأوكرانيا، إنه بداية حرب ضد أوروبا”.
العائدون
في عام 1979، غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان للدفاع عن وكيله الشيوعي الحاكم في كابول ضد التمرد المتصاعد، على الفور، بدأت المدارس الدينية في باكستان حملة لتشجيع الأجانب على السفر إلى أفغانستان للانضواء تحت راية الجهاد، وتلبية لنداء الدفاع عن المسلمين ضد الغزاة غير المسلمين؛ بدأ المتطوعون يتدفقون إلى أفغانستان، ولعبت المنافسة الجيوسياسية أيضا دورا في حشد المقاتلين، وساعدت أمريكا والسعودية وباكستان على تطوير شبكات التجنيد، عبر مزيج من الأسلحة والتمويل والتدريب العسكري لمكافحة الجيش السوفييتي.
وعلى مدار تاريخهم، كانت الشرعية الدينية أداة حيوية بالنسبة إلى آل سعود، ولكن النخبة الحاكمة الجديدة في السعودية صارت تنظر اليوم إلى ذلك الإرث الديني كعبء ثقيل ينبغي التخلص منه بفعل التغيرات التي أحدثتها سنوات الحرب على الإرهاب.
ثم تداعيات الثورة السورية في البيئة العالمية، بيئة صارت اليوم أقل ترحيبا بملوك معممين يجالسون رجال الدين بشكل أسبوعي ويدعمون تنظيمات مسلحة يصنعونها على أعينهم أو نتاجا لأيديهم، ولكنها بيئة أكثر ترحيبا بولي عهد شاب يرتدي ملابس أنيقة، ويتجول في الولايات المتحدة مبشرا ببلد جديد كرس نفسه لمحاربة الإرهاب، بينما يعي ذلك الشاب في قرارة نفسه أن أسلافه قد صنعوا ذلك الإرهاب على أعينهم منذ زمن ليس ببعيد.
يقول الإعلامي أحمد موفق زيدان ” بعد ساعات على غزو بوتين لإوكرانيا تُسارع هولندا لإرسال 200 صاروخ ستينغر للمقاومة الأوكرانية، وترسل معه بريطانيا مئات من صواريخ جافينال المضادة للدروع ، بينما في سوريا لم يجرؤ زعيم عربي أوإسلامي على إرسال مضاد واحد للطيران ، الذي قتل ودمر وشرد ما عجز القلم عن وصفه لعقد كامل”.
ويقول الناشط أحمد الهواس “لو وجد السوريون ١٠ بالمئة من دعم الأوربيين لأوكرانيا لما وجدتم لاجئا سوريا خارج بلده “.
الواقع الحقيقي
الملفت أن العالم بكل أطيافه يصمت، ينظر ويشاهد في بث حي ومباشر القتلة الصهاينة في فلسطين، ويصفق لقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، واعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
في الأثناء، وعندما كان النازيون الجدد يمارسون القتل على حدود غزة ، كان الفاشيون الجدد الساكنون في البيت الأبيض يشربون نخب شهوة القتل والسلب ، ويحتفلون بنقل سفارة بلادهم إلى أرض محتلة في القدس، والضرب عرض الحائط بكل القرارات الأممية التي اعتبرت أن القدس الشرقية محتلة ، والتي وافقت عليها الولايات المتحدة ذاتها.
وكشفت الولايات المتحدة عن وجهها الحقيقي وسياستها القبيحة المنحازة للنازيين الجدد والصهاينة، وليس هذا فحسب، بل ويتنصلون من وعودهم الدبلوماسية ويعلنون بلسان مستشار وصهر ترامب المدعو جاريد كوشنر ، أن إسرائيل هي صاحبة الوصاية على القدس وما فيها.
القصة تستدعي أكثر من تنديد وتحرك، فما تقوم به الإدارة الأمريكية المتعنتة في قراراتها، واليمينية في وجهات نظرها والبعيدة عن قراءة الواقع الحقيقي في المنطقة، حيث لا ترى إلا وجهة النظر الصهيونية فقط، تدفع المنطقة نحو الانفجار.
الشعب الفلسطيني الذي يقدم الشهيد تلو الشهيد لن يستسلم وسيبقى يقاوم
إلى أن يعود لأرضه ووطنه، فالاحتلال مهما طال أمده لن يصمد للأبد ،
والمقاومة مهما تكالبت عليها الظروف ومهما رجمت من قبل المهرولين للتطبيع
ستبقى هي عنوان الصمود وعنوان العودة التي ستتحقق طال الزمن أو قصر.
المصدر: بوابة الحرية والعدالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق