“إغماء ودوار.. أضرار الإفراط في تناول الطعام”.. صحف المخابرات تُخوّف المصريين وتمهد للمجاعة!

. . ليست هناك تعليقات:


 

نشرت صحيفة الشروق المصرية، تقريرا أثار دهشة المراقبين في توقيت النشر الذي يتزامن مع موجة صادمة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية في الأسواق، مع عجز واضح للمصريين في قدرتهم على الشراء، وتحت عنوان "إغماء ودوار، أضرار الإفراط في تناول الطعام" المثير للريبة كتبت الشروق ناصحة المصريين بعدم الشبع، إلا أنها لم تنصحهم في المقابل بأضرار الجوع.

وبعد قيام ثورة يناير 2011 على شعاري "العيش والحرية" غابت الحرية وجرى وأدها، بقي العيش يسد به المصريون جوعهم في ظل غلاء فاحش وفقر مدقع جلبه عليهم انقلاب عسكري دموي على أول رئيس مدني منتخب، الشهيد محمد مرسي، في عام 2013 عندما غدر به وزير الدفاع حينذاك السفاح السيسي.

 

جوعوا حتى يشبع الجنرالات..!

تقول صحيفة الشروق في تقرير مكتوب بقلم المخابرات العامة التي يديرها اللواء عباس كامل، الذراع اليمني للسفاح السيسي، إن "الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يخرج بسهولة عن نطاق السيطرة ويؤدي إلى عواقب صحية سلبية مختلفة؛ وتضيف أن من أعراض الإفراط في الطعام إغماء والشعور بالدوار وتفادي وجبات ومخاوف الجهاز الهضمي والشعور بالذنب بعد الأكل".

وما بين الغلاء والفقر والجوع المستشري بين المصريين، قالت صحيفة الشروق إن "الشبع يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمخاوف الصحية المتعلقة بالسمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، أو ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الدهون الثلاثية غير الطبيعية".

وفي محاولة برمجة عقلية مفضوحة لقبول الجوع بين المصريين، حملت الشروق لواء التخويف من الشبع وقالت إن "الأبحاث أثبتت أن الإفراط في تناول الطعام بشكل مستمر، وخاصة الأطعمة المصنعة والسكرية ليس ضارا للجسم فقط، بل يؤثر أيضا على وظائف المخ، ويسبب مشاكل في البطن تشمل حرقة المعدة والانتفاخ والغازات".

في مقابل دعوة صحف المخابرات المصريين لتقبل سنوات المجاعة، يقول أستاذ علوم سياسية بجامعة مصرية رفض ذكر اسمه إن "إصرار السفاح السيسي على تحدي المصريين وإعلانه رسميا رفع سعر العيش، يعجل بانفجار هذه القنبلة الموقوتة في وجهه".

أو على الأقل تشغيل عدادها الرقمي لثورة جياع محتملة، مُنوّها لسعى السفاح السيسي للانتقال إلى مرحلة جديدة من جمهورية العسكر أو الجمهورية الجديدة، أشد قسوة بعد جس نبض الشارع بالخبز إذا قوبل الأمر بالسكوت.

وأوضح أن هذه قد تكون "الضربة القاصمة" للسفاح السيسي بعدما نجا من توقعات سابقة بثورات ضده عقب موجات غلاء متتابعة منذ تعويم الجنيه عام 2016 وتطبيق برنامج صارم لصندوق النقد الدولي أفقر 32 بالمئة من المصريين.

لكن فريقا آخر متشائم من المصريين يرى عبر مواقع التواصل، أن رفع أسعار الخبز قد يمر بهدوء مثلما مرت ارتفاعات سابقة بسبب أجواء القمع والقيود الشديدة، وسيطرة العسكر على كل أدوات القوة والقمع.

ما لفت أنظار المصريين هذه المرة هو الجبروت الذي تحدث به السفاح السيسي ، وهو يعلن إصراره على قرار رفع أسعار الخبز المدعم في 3 أغسطس 2021.

وقال السفاح السيسي "محدش يقولي متقربش لسعر الرغيف ، هقرب ، مفيش حاجة بتفضل على حالها لمدة 30 سنة، مينفعش يكون ثمن 20 رغيفا يساوي سيجارة".

ولم يتعظ السفاح السيسي في قراره الأخير لما جرى في مصر 18-19 يناير 1977 ، حين اندلعت "انتفاضة الخبز" التي أجبرت السادات على التراجع.

وكما حدث في تونس في يناير 1984، حيث اندلعت انتفاضة شعبية ضد مضاعفة أسعار الخبز، أسفرت عن 84 قتيلا، وكما جرى في السودان 2018.

رغم أن السفاح السيسي ذاق بعضا من غضب المصريين على تقليل عدد أرغفة الخبز ، وليس فقط رفعا لسعره في 7 مارس 2017 حين تظاهر أهالي 3 محافظات مصرية ضده، فإنه لا يأبه لرفع سعره.

 

أدوات القمع

متابعون يرون أن سيطرة السفاح السيسي على الجيش والشرطة والاستخبارات والقضاء والمؤسسات الدينية والنقابات والأحزاب وغيرها، وقمعه الحريات وتأميمه الإعلام، وقتله السياسة، هوسر مساسه برغيف الخبز.

وسبق أن توقع دليل بلومبيرج المتشائم لعام 2019 حدوث مظاهرات خبز في مصر أعنف من مظاهرات 1977 بعد أن يدفع الارتفاع الكبير في أسعار القمح حكومة الانقلاب إلى إلغاء دعم الخبز، بجانب الرفع المستمر لباقي السلع والوقود والمياه والكهرباء.

وأشار تقرير بلومبيرج إلى أن السفاح السيسي أوصل المصريين إلى حافة الفقر، والشعب وصل إلى مرحلة "لا تفهم فيها كيف يتمكن الناس من البقاء على قيد الحياة".

وقال "نتجه نحو الأوقات العصيبة للغاية، بعدما تم دفع ملايين الناس إلى حافة المجاعة".

وفي 31 مارس 2017 توقع تقرير نشرته "فورين بوليسي" ثورة جياع قادمة في مصر، مشيرا إلى استغلال نظام السيسي لاتفاق صندوق النقد الدولي ، للضغط على الطبقات الدنيا وإثراء زمرة صغيرة من الجنرالات السابقين".

أكد التقرير أنه "رغم الثقة الكبيرة التي يمتلكها النظام العسكري في إحكام قبضته على مقاليد الأمور بعد إضعاف الأحزاب السياسية ووضعه النشطاء والمعارضين في السجون".

إلا أن الطبقة الوسطى، التي تحولت لـ "دنيا" و"الدنيا" أصبحت "معدومة" لا تحتاج إلى تشجيع من الناشطين السياسيين المحترفين لإثارتهم للنزول إلى الشوارع، فيكفي الجوع لإثارة تلك الاضطرابات، وفق التقرير.

وارتبط الفقر بالثورات والثورات بالخبز، لذا يتوقع خبراء مصريون ألا تمر قرارات السفاح السيسي برفع سعره بهدوء، وأن يعقبها هبات شعبية تلقائية كتلك التي جرت في مارس 2017، فهل تستطيع صحف المخابرات وقنواتها الفضائية وإعلامييها أمثال عمرو أديب وأحمد موسى منع طوفان الغضب وثورة الجياع من ابتلاع السفاح السيسي وإسقاط الانقلاب.

المصدر بوابة الحرية و العدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم