توقعات أجنبية: السيسي زار السعودية لطلب “رز جديد” خشية ثورة غضب شعبية بعد جنون الأسعار

. . ليست هناك تعليقات:


 

بالتزامن مع تصاعد ظهور فيديوهات الغضب لمصريين ومصريات من صعوبة المعيشة والغلاء وفساد السلطة والارتفاع الجنوني في الأسعار بفعل حرب روسيا، زار عبد الفتاح السيسي المملكة العربية السعودية، بشكل مفاجئ 8 مارس 2022.

الزيارة جاءت في وقت تدخل فيه مصر نفقا مظلما ، مع تصاعد في حالة الغضب الشعبي التي يمكن رصدها بسهولة على مواقع التواصل بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار كل شيء بداية من رغيف الخبز وانتهاء بحديث المسئولين عن رفع أسعار الطاقة لأقصى حد الشهر المقبل.

زيارة السيسي، التي جاءت في أعقاب زيارته الكويت ويتوقع أن يعقبها زيارات لدول خليجية أخرى، يراها مراقبون أشبه بـزيارة استغاثة لإنقاذ السلطة في مصر من مواجهة تداعيات ثورة شعبية قد تصبح دموية مع تصاعد الغضب الشعبي لغلاء المعيشة الذي أججته حرب أوكرانيا.

وهو ما وصفه مصدر خاص لصحيفة "العربي الجديد" 8 مارس بقوله إن "السيسي ذاهب برسالة للسعوديين، مفادها بأن الوضع في مصر بات على شفا انفجار، وقد يصعب على الجميع وفي المقدمة دول الخليج، السيطرة على تداعياته".

ويقول مراقبون إن "الزيارة يُعتقد أنها ليس فقط لطلب المزيد من الرز أو الدعم المالي والاقتصادي العاجل في ظل تداعيات حرب أوكرانيا على مصر وتضرر إمدادات الغذاء وارتفاع أسعار النفط ومخاوف غضب شعبي مع ارتفاع الأسعار، ولكن بغرض طلب حزمة دعم عربية تقوم السعودية بتقديمها مستفيدة من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الذي زاد عوائد دول الخليج".

ولا تملك الحكومة رصيدا أكثر من 10 مليارات جنيه في باب المخصصات الطارئة بالميزانية الحالية لمواجهة زيادة الأسعار، بينما تحتاج إلى مضاعفة المبالغ المرصودة للعام الحالي، بما يتطلب اللجوء إلى مزيد من القروض الخارجية والمحلية لمواجهة توابع كارثة الأسعار والنفط بخاصة.

الزيارة تأتي أيضا في وقت تساءلت فيه صحيفة "ديلي تليجراف" أول مارس 2022 عن تأثير الحرب في أوكرانيا على إمدادات الطعام إلى الشرق الأوسط، وإن كانت ستقود إلى ربيع عربي جديد؟

أكدت أن تعطل وصول القمح والمحاصيل زادت أسعار القمح بنسبة 25 في المئة منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع السيطرة على الموانئ الأوكرانية أو تعرضها للقصف الروسي.

وقالت شركة بي سي إي للأبحاث إن "عدم تدفق المواد الغذائية من منطقة البحر الأسود يهدد الصادرات إلى الشرق الأوسط الذي يعد سوقا رئيسية".

وأضافت أن هذا قد يزيد من الضغوط على وضع احتياطي الحبوب في المنطقة " قد يقود إلى أعمال الثورة التي حدثت أثناء الربيع العربي عام 2011".

وقالت شركة كابيتال إيكونوميكس إن "مصر تحديدا تعد عرضة للمخاطر، لأن نسبة 90 في المئة من واردات القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا".

وقال جيمس سوانتون من "كابيتال إيكونوميكس" "عامل الخطر الرئيسي يأتي من تخفيض الدعم وزيادة معدلات التضخم في الطعام ما يهدد باضطرابات".

وأضاف "كلا العاملين ساهما في الاحتجاجات أثناء انتفاضة الربيع العربي عام 2011". وقال إن "زيادة الأسعار، إلى جانب الاقتصاد الذي ضرب بسبب أزمة كوفيد قد يقود إلى إحباط ينفجر على شكل اضطرابات جديدة"

وقالت صحيفة ديلي تليجراف أول مارس 2022 إن "تعطل وصول القمح والمحاصيل أدى لارتفاع المحاصيل، فقد زادت أسعار القمح بنسبة 25% ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع السيطرة على الموانئ الأوكرانية أو تعرضها للقصف الروسي، ما يؤثر على مصر ودول عربية ويؤدي للغلاء الذي يدفع للثورة الشعبية".

وأشار محللون إلى أن نسبة القمح المنتج في روسيا وأوكرانيا هي 14 في المئة، من مجمل إنتاج القمح العالمي، إضافة إلى نسبة 14 في المئة من مجمل الذرة العالمي.

 

البنك الدولي يحذر من "ربيع عربي" جديد

حذر البنك الدولي، يوم 10 مارس من احتجاجات وأعمال شغب، مشابهة لأحداث الربيع العربي التي انتشرت بعدة دول منذ عام 2011، بسبب التضخم الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت كارمن راينهارت، رئيسة الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي إن "ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، قد يفاقم مخاوف الأمن الغذائي القائمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد يؤدي لاضطرابات اجتماعية".

وأوضحت راينهارت في مقابلة مع رويترز "ستكون هناك تداعيات مهمة على دول بالشرق الأوسط وأفريقيا، لأنها تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي".

وأضافت "من المعروف أن انعدام الأمن الغذائي وأحداث الشغب كانا جزءا من الربيع العربي ، مشيرة إلى زيادة الانقلابات في بعض الدول خلال العامين الماضيين".

وبدأت احتجاجات الربيع العربي عام 2011 في تونس، ثم امتدت إلى خمسة بلدان أخرى هي ليبيا ومصر واليمن وسوريا والبحرين، وفقا لرويترز.

ومن الممكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار الغذاء، إلى اضطرابات اجتماعية مثلما حدث في 2007-2008 خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، ثم مجددا في 2011، عندما ارتبطت أحداث شغب في أكثر من 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

وحذر البنك من أن التداعيات قد تكون قاسية، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تستورد بلدان مثل مصر، نحو 80 في المئة من القمح الذي تحتاجه، من أوكرانيا وروسيا، وموزامبيق أيضا على سبيل المثال تعتبر مستوردا كبيرا للقمح والزيت.

ويقول خبراء إن "ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، قد يساهم بزيادة ديون العديد من البلدان منخفضة الدخل، وهناك نحو 60 دولة تعاني من ضائقة الديون".

 

مصر تختنق اقتصاديا

وتزايدت شكاوى المصريين في الأيام الأخيرة من ارتفاعات حادة في أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية، فيما تحاول الحكومة طمأنة الناس بأن ذلك أمر مؤقت، وتتهم التجار بـالجشع.

فبداية من الخبز وحتى اللحوم، ارتفعت الأسعار ما بين 20 إلى 50 في المئة في أيام معدودة بحسب ما تم رصده، في ظل تقارير تحذر من ارتفاعات جديدة خلال الأيام المقبلة.

وقال تجار إن "الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في اضطراب واردات مصر من القمح مع توقف شحنتين اشترتهما هيئة السلع التموينية في الموانئ الأوكرانية، بينما تعرضت شحنات أخرى للخطر ، فضلا عن ارتفاعات متوقعة في الأسعار".

وارتفع سعر القمح بالسوق المحلي بنحو ألف جنيه للطن، ليتراوح بين ستة آلاف إلى 6500 جنيه مصري أي نحو 420 دولارا.

أيضا أعلنت  شعبة القصابين بالغرفة التجارية في القاهرة، رفع سعر اللحم البرازيلي المستورد بنحو 50 جنيها للكيلو الواحد، فيما زادت اللحوم المستوردة السودانية أربعين جنيها للكيلو، وهذه اللحوم تلجأ إليها الطبقات محدودة الحال في مصر.

كما صعد سعر طن الزيوت، حيث تستورد مصر الزيوت من الأرجنتين، ودول البحر الأسود وإندونيسيا وماليزيا وزاد سعر طن الزيت إلى 28 ألف جنيها مقابل 25 ألف جنيه.

كما صعدت أسعار الذرة الصفراء خلال الأسبوعين الماضيين في الأسواق ألفي جنيه للطن، والتي تذهب منها نسبة 60 إلى 70 في المئة، كعلف للحيوانات.

كما ارتفعت أسعار الحديد التي تدخل في صناعة البناء، مما يهدد بعض المشاريع التي يتم العمل عليها حاليا.

أيضا قال وزير البترول، طارق الملا إن "الزيادة الكبيرة لأسعار النفط تؤثر سلبا على مصر بعدما تجاوز سعر برميل النفط عالميا 130 دولارا، وهي أعلى زيادة منذ 14 عاما وزيادة سعره في مصر تعني ارتفاعا جديدا في أسعار كل السلع تقريبا".

كل التوقعات تشير لثورة غضب شعبية قادمة وهو ما بدأت تحذر منه الصحف الأجنبية في ظل تراكم الغضب وانفجار غالبية الشعب بما فيهم مؤيدو السيسي بعد موجة جنون الأسعار، وربما لهذا أعدم السيسي 7 من المعتقلين لديه لينقل رسالة للشعب أنه سيرد بعنف ويقتل كل من يحتج ويخرج للشارع ضده.

المصدر / بوابة الحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث

مواقيت الصلاة

صفحتنا على الفيس بوك


المتابعون

الأرشيف

أنت الزائر رقم